تملك الأجانب في السعودية: خطوة تاريخية وعصر جديد للمطورين، المستثمرين، ورؤوس الأموال العالمية

السعودية فتحت الباب.

في خطوة جريئة، أعلنت الهيئة العامة للعقار عن تعديل قانوني يسمح للأفراد غير السعوديين، والشركات العالمية، والشركات المدرجة في السوق المالية بامتلاك العقارات السكنية والتجارية والاستثمارية في أغلب مناطق المملكة.

باستثناء مكة المكرمة والمدينة المنورة أصبح باقي السوق العقاري مفتوحًا للاستثمار الأجنبي.

هذا ليس تعديلًا إداريًا بسيطًا. هذه إعادة تموضع. خطوة تعكس جدية المملكة في تنفيذ رؤية 2030، وتنويع اقتصادها، واستقطاب رؤوس الأموال العالمية، ودعوة المستثمرين من كل مكان إلى بناء مستقبلهم داخل المملكة.


السوق اليوم... وما هو قادم

بالأرقام:

  • القيمة الحالية للسوق العقاري السكني: حوالي 42 مليار دولار (2024)

  • التوقعات بحلول 2030: 66 مليار دولار (نسبة نمو سنوي ~7.9%)

  • إجمالي السوق العقاري (سكني وتجاري): 72 مليار دولار حاليًا، مرشّح لتجاوز 132 مليار دولار في 2033

أما في الربع الأول من 2025:

  • ارتفع الإقراض العقاري بنسبة 28.3%

  • أسعار العقارات السكنية ارتفعت بمعدل 5.1% على مستوى المملكة

  • بعض المناطق في الرياض شهدت قفزات تجاوزت 10%

ومع دخول الطلب الأجنبي؟ لسنا أمام نمو تدريجي بل تسارع نوعي سيُعيد رسم المشهد العقاري بالكامل.


فتح التملك للأجانب: ما الذي يمكن أن يغيره؟

لدينا سابقة إقليمية مهمة: الإمارات. حين فتحت دبي أبواب التملك الحر، تغيّر شكل السوق بالكامل، من البنية التحتية إلى المشتري النهائي.

اليوم، يمتلك الأجانب ما يقارب 43% من العقارات السكنية في دبي، والمبيعات قفزت من 98 مليار دولار (2020) إلى 121 مليار دولار (2022). والقطاع يُشكّل ما يقارب 10% من الناتج المحلي لإمارة دبي.

السيناريو في السعودية قد يسير في نفس الاتجاه وربما أكبر.

نتوقّع:


  • ارتفاع كبير في الطلب على العقارات الفاخرة والمشاريع ذات العلامات التجارية

  • سيولة أعلى في الأسواق السكنية والتجارية

  • مناطق تملك حر ومشاريع ذكية جديدة

  • دخول صناديق استثمارية ومطورين عالميين إلى السوق السعودي


وإذا ساهم رأس المال الأجنبي بنسبة 10–20% من النمو؟ سنتحدث عن سوق حجمه يتجاوز 100 إلى 120 مليار دولار بحلول 2030.


دروس من تجربة دبي

ما قامت به السعودية شجاع، لكنه ليس جديد. الإمارات فتحت الباب عام 2019 للملكية الأجنبية الكاملة في القطاع العقاري. منذ ذلك الوقت، أصبح السوق هناك من أكثر الأسواق العقارية جذبًا واستقرارًا على مستوى العالم.

الفرق؟ السعودية لديها مساحة أكبر، طموح أعلى، وسكان أصغر سنًا وأكثر حيوية. الفرصة أكبر. واللعبة أطول.


التأثيرات الاقتصادية طويلة الأمد

هذا القانون لن يؤثر فقط على شركات التطوير العقاري. بل سيمتد أثره إلى:

  • قطاع الإنشاءات: طفرة في المشاريع، الطلب على المواد، والوظائف

  • القطاع المالي: رهن عقاري، صناديق عقارية، أدوات تمويل جديدة

  • التقنية: منصات PropTech، عقارات ذكية، إدارة رقمية للمستأجرين

  • الامتثال والتنظيم: تنظيم التملك الأجنبي، الضرائب، الحوكمة

  • السياحة: المستثمرون العقاريون يصبحون زوّارًا دائمين ومستهلكين نشطين

نحن لا نتحدث عن تأثير تدريجي، بل عن مضاعف اقتصادي واسع النطاق.


الشركات الكبرى: من السيولة إلى الأصول

في دبلن، رأينا كيف تحوّلت العقارات إلى أصل استراتيجي لكبرى الشركات العالمية.

شركات مثل Google وMeta وAmazon استثمرت مليارات في العقارات ليس فقط كمقرات، بل كمخزون طويل الأجل للقيمة.

في السعودية، ومع فتح السوق ووضوح التشريعات، سيكون المشهد مشابهاً.

نتوقّع:

  • مقرات إقليمية في الرياض ونيوم

  • إنشاء محافظ عقارية سعودية داخل الصناديق العالمية

  • شراكات مباشرة مع مطورين محليين

  • استحواذ على أصول تجارية فاخرة كمخزون طويل الأمد


المطورون، الوسطاء، والمعلنون: ما هو القادم؟

من الآن، السوق لم يعد محليًا.

على المطورين والوسطاء إعادة هيكلة استراتيجياتهم بالكامل:

  • علامات تجارية تنافس عالميًا

  • مواقع إلكترونية متعددة اللغات وتجارب مبيعات رقمية كاملة

  • إعلانات رقمية موجهة عبر Meta، Google، TikTok

  • تحالفات مع وكالات دولية

  • استراتيجيات محتوى باللغة العربية والإنجليزية (وأحيانًا بالصينية والروسية)

  • تتبع وتحليلات دقيقة تقيس فعالية الحملة من النقرة حتى التملك

الإعلان العقاري لم يعد مجرد إعلان مطبوع في جريدة محلية. إنه نظام ذكي متكامل من الاكتشاف إلى التملك.


ملخص

السعودية لا تمهّد الطريق فقط. إنها تعيد رسمه.

فتح التملك للأجانب هو إعلان صريح: "جاهزون. تعالوا وشاركوا في البناء."

بحلول 2030، هذا القانون لن يكون مجرد بند تنظيمي. بل سيكون هو اللحظة التي بدأ عندها كل شيء يتغير.

🤔ما هو تأثير هذا القرار على استراتيجيتك في السوق السعودي؟؟ هل أنت مطوّر، أو مسؤول في شركة إقليمية، أو مستثمر يبحث عن موطئ قدم في السعودية؟

💬 شاركنا أفكارك، وخلينا نفتح باب  النقاش. وش الشيء اللي لفت نظرك؟ وش التحدي اللي تتوقعه؟ وش الفرصة اللي ما تبغى تفوّتها؟

📌 تعرف أحد يشتغل في العقار أو الإعلانات أو التوسع الإقليمي؟ علمه، خلنا نوسع النقاش.

♻️ إذا المقال حفزك تفكر، أرسله لأحد ممكن يهمه. التحولات اللي تصير اليوم،

هي فرص الغد.



Next
Next

Saudi’s Real Estate Reset: A New Era for Developers, Investors, and Global Capital